نظرا لكثرة لاشاعات والتي دائما ماتطلقها صفحات التهويل والتطبيل حول مايسمونه البصمة الحرارية للرافال
وبما ان الاشاعة تنتشر كالنار بين الهشيم وللاسف لايوجد احد لحد الان يفندها فاحببنا ان نوضح بعض الامور المهمة
وسنناقش القضية من جانبين :
الجانب الاول المتعلق بحقيقة الاشاعة . كان بداية الاشاعة هو فيديو سخيف انتشر على اليوتيوب وقد عطل صاحب الفيديو التعليقات والاعجابات ؟؟؟؟ والمرجح انه يخاف من الحقيقة ، ثم اخذته اغلب الصفحات العربية لتقطع منه وتنشره .
الفيديو :
https://www.youtube.com/watch?v=WlWQsW4ZZfQ
الجانب الاهم هو العلمي ، على الشخص ان يبرهن حينما يدعي بهكذا ادعاء خصوصا ان اغلبهم اقتطع من الفيديو صورة للرافال وصورة اخرى للاف-22 مدعيا ان الاولى بصمتها اقل وهذا ماسنفنده بعد قليل .
اولا ان الصور الملتقطة في الفيديو اغلبها تعود لطائرات تقلع من المدرج مشغلة الحارق اللاحق after burner ومن المعروف ان الهواء بهكذا ارتفاع منخفض يكون ذو حرارة عالية نسبيا مع بعض الرطوبة وهو يساعد كثيرا على زيادة درجة حرارة الطائرة والاهم هو ان الطائرة ربما كانت معرضة للحرارة تحت اشعة الشمش اثناء فترة التجهيز على المطار scramble مرورا بما قبل الاقلاع والمرور عبر الممرات الى المدرج Taxi اي ان الطائرة كانت معرضة لاشعة الشمش طوال 15-20 دقيقة تقريبا فقط عند التجهيز والاقلاع وهذا كافي لزيادة سخونة البدن . وتحتاج الطائرة لزيادة ارتفاعها لطبقات الجو الباردة حتى يبرد البدن (الارتفاع بحدود 25 الف قدم فما فوق )
الجانب الاهم والمهم هنا هو ان صاحب الفيديو قد اضحك الجميع حينما عرض مشاهد ملتقطة بواسطة كاميرات او كاشوفات مختلفة
فالصور الخاصة بالرافال اغلبها التقط بواسطة Thermal camera يعود بها الزمن الى حقبة الثمانينات !! وهو اشبه بدقة البود الفرنسي القديم اطلس-2 ATLIS-II والذي عمم على اغلب طائرات الميراج-اف1 والميراج-2000 وقتها ، كان يستخدم كاشوفات بدائية مكونة من كاميراIR ونظام قياس ليزري ونظام اضاءة بالليزر laser-illuminator/range-finder . الكاميرا المستخدمة
في هذا البود ذات مدى وقدرة محدودين يعود بطبيعة الحال للجيل القديم والذي يصنف ضمن الجيل الاول ، تتبع هذه الكاميرا الانبعاثات الحرارية الصادرة من المحرك لانها تستخدم الاشعة تحت الحمراء القريبة وتعمل ضمن الحيز الترددي 0.5-0.7 الى 0.7-0.9 ميكرون ! اي اننا امام باحث يصنف ضمن الموجات NIR وهذا السطر نضع تحتها خط لاهميته .
البود اطلس-2
صورة ملتقطة من البود اطلس
في المقابل جميع الطائرات تم تعقبها واكتشافها بواسطة كاشوف عالي الحساسية QWIP وهو احدث انواع الكاشوفات العسكرية حاليا ، من المرجح ان يعمل ضمن النطاقات الموجية المتوسطة MWIR اي بحدود 3-8 ميكرون وهو لايتأثر ان
كانت المقاتلة تعمل بالحارق اللاحق ويكتشف الحرارة التي يمتصها بدن المقاتلة وايضا تكثف الهواء حول الطائرة والاهم ضغط الهواء على الطائرة اي اننا نتحدث عن كاشوف يفوق ماهو موجود على بود الاطلس باضعاف سواء من حيث الحساسية
او التطور ونوع الجيل .
ولكي نقطع الشك باليقين فأن الفروقات بين الطائرتين متشابهة ! فكلاهما يستخدمان المواد المركبة في بناء البدن ، التايفون تستخدم الياف الكاربون والزجاج البلاستيكي بنسبة 88 بالمئة من تصميم البدن ! مقارنة بالرافال التي تستخدم المواد المركبة بنسبة 80 بالمئة تقريبا ، بينما يدخل الالمنيوم والليثيوم في تصميم بدن الرافال بسنبة 14 بالمئة تقريبا ومن مساويء الالمنيوم هو سرعة تأثره بعوامل الحرارة مما يزيد بالبصمة الحرارية . اما الالمنيوم في التايفون فيكون نسبة 8 بالمئة تقريبا .
في النهاية اترك لصفحات الجهل والكذب صورتين ملتقطتين من نفس البود تقريبا <الاولى من بود الاطلس والثانية من بود PDL على مايبدو والذي هو تطوير للبود اطلس ليروا ان الجاغوار هي ايضا ذات بصمة منخفضة حسب مفهومهم !! >
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق